تايوان ترصد تحليق 50 طائرة تابعة لسلاح الجو الصيني حول الجزيرة
تايوان ترصد تحليق 50 طائرة تابعة لسلاح الجو الصيني حول الجزيرة
أعلنت وزارة الدفاع التايوانية، صباح الجمعة، أن 50 طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الصيني حلّقت في الأجواء المحيطة بالجزيرة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، في أحدث حلقة من سلسلة الضغوط العسكرية التي تمارسها بكين على تايوان.
وأوضحت الوزارة في بيان رسمي أن التحركات الجوية ترافقت مع رصد ست سفن حربية صينية في المياه المجاورة لتايوان، وذلك حتى الساعة 6:00 صباحاً بالتوقيت المحلي (22:00 ت.غ مساء الخميس)، وفق وكالة "فرانس برس".
ويأتي هذا التصعيد بعد أيام من عبور السفينة الحربية البريطانية "إتش إم إس سبي" مضيق تايوان في 18 يونيو الجاري، في خطوة اعتبرتها تايبيه جزءاً من دعم المجتمع الدولي لحق المرور البحري الحر، فيما أثارت امتعاض بكين التي تعتبر مثل هذه التحركات استفزازاً مباشراً.
ممر دولي في قلب التوترات
يمثل مضيق تايوان، البالغ طوله 180 كيلومتراً، نقطة ساخنة في النزاع الصيني-التايواني، وتعتبر بكين أن هذا المضيق يقع ضمن مياهها الإقليمية، فيما تصر الولايات المتحدة وحلفاؤها، من ضمنهم بريطانيا، على أنه ممر بحري دولي يحق لجميع الدول استخدامه وفقاً للقانون الدولي.
وكانت آخر مرة عبرت فيها سفينة حربية بريطانية المضيق في عام 2021، عندما أبحرت الفرقاطة "إتش إم إس ريتشموند" بين اليابان وفيتنام ضمن مهمة لحماية حرية الملاحة.
وفي الوقت الذي تواصل فيه بكين نشاطاتها العسكرية المكثفة، تتهم الحكومة التايوانية الصين باتباع سياسة متعددة الأوجه تهدف إلى إضعاف الجزيرة، تشمل التضليل الإعلامي والهجمات السيبرانية المنظمة.
وقالت وزارة الخارجية التايوانية، الخميس، إن التحركات العسكرية الأخيرة تأتي في سياق "محاولة متكررة لترهيب تايوان والرد على أي تعاون دولي يثبت دعم الحلفاء لسيادة الجزيرة".
تحليق عسكري ورسالة سياسية
تعد هذه العملية الجوية من بين أكبر الاستعراضات العسكرية الصينية حول تايوان منذ شهور، لكنها لا تشكل رقماً قياسياً. ففي مارس الماضي، رصدت تايبيه 59 طائرة صينية تحلق حول الجزيرة في غضون 24 ساعة، بعد تصريحات حادة للرئيس التايواني لاي تشينغ تي وصف فيها الصين بـ"قوة معادية أجنبية".
ويفسر مراقبون هذه التحركات المتكررة من جانب بكين على أنها رسائل سياسية وأمنية مركبة، مفادها أن بكين لن تتساهل مع أي مظهر من مظاهر استقلال تايوان، سواء كان عسكرياً أو دبلوماسياً.
وتعتبر الصين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وقد تعهدت مراراً بـ"إعادة توحيدها" حتى لو اقتضى ذلك استخدام القوة.
وفي المقابل، ترفض تايوان، التي تتمتع بحكم ذاتي ونظام ديمقراطي، الخضوع لحكم الحزب الشيوعي الصيني، وتطالب بأن تُعامل ككيان سياسي مستقل في المحافل الدولية.
ومنذ انتخاب الرئيس لاي تشينغ تي، الذي تتبنى حكومته نهجاً سيادياً صريحاً، تصاعدت وتيرة التوترات، لا سيما بعد تعهداته العلنية بالدفاع عن سيادة تايوان وتعزيز الشراكات مع الولايات المتحدة ودول أخرى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
تصعيد عسكري مستمر
في ظل التصعيد العسكري المستمر، تجد تايوان نفسها في وضع حساس بين الاستفزازات الصينية والتضامن الدولي المحدود.
وقد دعت تايبيه المجتمع الدولي مراراً إلى الوقوف بحزم ضد ما تسميه "التهديدات الصينية للنظام الدولي"، مطالبةً بآليات أكثر فاعلية لضمان استقرار المضيق ودعم قدراتها الدفاعية.
وفي المقابل، تواصل بكين رفض أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية، وتلوّح باستمرار بخيارات "الرد المناسب" على ما تعتبره انتهاكات لسيادتها.